الثلاثاء، 19 يوليو 2011

الورث الملعون


                                                                                              

 فى قرية من قرى الصعيد الجوانى

 تزوج حسان من ابنه عمه سيدة وكان حسان يمتلك عدة فدادين من الاراضى وطحونة لطحن الغلال
ودوار كبير ولقد ورثهم عن ابيه وامه ولقد كان الابن الوحيد لهم وكان هذا نادرا جدا فى هذة البيئة التى تتميز بكثرة الخلفة ولم يكن يفرق بين غنى وفقير فى موضوع الخلفة وكان كثرة الخلفة تعنى العزوة
ولكن كانت مشكلة فى الخلفة عند والده حتى بعدما تزوج ابيه بأثنين ولكن لم يرزق بأبناء غير حسان

 كان حسان غير ابيه فلقد كان يحب سيدة كثيرا لدرجة انه عندما تأخر الحمل عندها لم يفكر بالزواج بغيرها وهو المقتدر ماديا وكان هذا يؤهله للزواج من ثلاثة اخريات وليس واحدة فقط مثل ابيه وكأنه تعلم الدرس او علم ان ما حدث لأبيه يمكن ان يحدث له وكذالك لعشقة لسيدة منذ الصغر وزاد حبه لها مع مرور الزمن حتى توج حبه لها بالزواج منها وكان حسان رجل يعرف ربه ولا يفوت فرض من فروض الله عليه وكان سخيا معطاء
وكان دايما يقول (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) وكان يقول ايضا ( مقدر ومكتوب )
الى ان جاء يوم حمل له فيه القدر البشارة وحملت سيدة وكانت فرحة غامرة ولم يكتفى القدر بهذة البشارة فقط
وكأنه يكافئة على حبه وصبره على زوجته فلقد حملت زوجته تؤمان او كما كانو يقولون في هذا الوقت اتنين فى بطن واحدة
 وجاء يوم الولادة ليحبيه الله بولدين تبارك الله  فرح حسان وسيده كثيرا واسماهما حسن وحسين تيمناً بأحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم واقام الافراح فى القرية
ودبح الدبائح لتوزيعها على الفقراء من اهل القرية وشكرا لله على ما رزقه من فضله وانعم علي بولدين بعد صبر دام اكثر من 5 سنوات ولكن لم يمهله القدر ليفرح اكثر من ذالك ولطمة القدر لطمة قوية جدا
عندما اصيبت زوجته وحبيبته سيدة بحمى النفاس بعد اقل من شهر بعد ولادتها  وقابلت وجه كريم
لتتركه وحيدا حزيناً فى الدنيا مع طفلين لم يتجاوز عمرهما الشهر
رفض حسان نصائح من حوله من الزواج من اخرى لتربيه اولاده وكان رفضه قاطعا
وكان يقول مافيش واحدة تقدر تملى مكان الغالية 
(ولقد كان قديما فى الصعيد يطلق اسم الغالى او الغالية على من توفاهم الله )

كبرو حسن وحسين تحت جناح ابيهم ومع انهم تؤمان ولكنهم لا يشبهون بعض فى الشكل
 وكانو يساعدون ابيهم فى الارض والطاحونة الى ان تزوجا فى يوم واحد

وبعد مرور 5 سنوات كان حسن قد رزقة الله بولدين  وحسين رزقه الله بثلاثة بنات 

الى ان جاء يوم وقرر ابيهم الزواج ليس لحبه فى الزواج ولكنه كان كبر فى السن وكان يريد من يرعاه فى بيته بعد ان تزوجا ابنيه وسكن كل منهما فى دار لوحده
وافقا الابنين على مضض وهما خائفين من ان يؤدى رفضهما الى ان يحرمهما ابيهم من العز الذى يعيشون فيه ولكن زاد قلقهم عندما عرفو انه سيتزوج من فتاة تصغرهم فى السن وكان سبب خوفهم من ان تستغل زوجة ابيهم كبره وتستولى على كل املاكه او ان يرزق منها بأولاد يقاسموهم هذا العز ولكنهم استبعدو  هذا السبب لكبر سن الاب
تزوج حسان ويخيب امل الاخوين ويرزقه الله ببنت تبارك الله  فيما خلق وصور من جمال فرح بها حسان كثيرا وسماها بدرية لأنها كانت تشبة البدر كما كان يقول  وكتب لها 50 فدان من الاراضى الزراعية وكانت هذة بذرة الحقد بينها وبين اخويها وهى لم تكمل اسبوع واحد من عمرها

بدأت تكبر بدرية امام اعين ابيها حسان وبدأت بذرة الحقد تكبر معها

وكان يقول حسين لأخيه حسن اذا كان اول القصيد انو كتبلها 50 فدان وهى لسه حتة لحمه حمرا واحنا اللى فاتحين بيوت ومتجوزين ومعانا عيال ما فكرش انو يكتب لكل واحد فينا 5 فدن حتى يا خوى ولسه ياما هنشوف انا كنت عارف ان الجوازة دى هتجيبلنا البلاوى وراها

بدأ الاب يحس بما يحدث حوله وبدأ يرى الحقد فى عيون حسن وحسين على اختهما بدرية فهداه تفكيرة الى ان يكتب لبدرية نصيبها فى املاكه بيع وشراء قبل ان يموت لخوفه من غدر اخويها بها بعد موتة وان يبقى الامر سرا الى ان يتوفاه الله
عندما اكملت بدرية عامها الثانى عشر مات حسان ابيها وسندها فى الدنيا  ولم تنتظر امها كثيرا ولحقت بأبيها
لشدة حزنها عليه وتركت بدرية وحيدة فى الدنيا مع اخوين يملأهما الحقد من ناحيتها
اخذها على مضض اخيها حسين لبيته لتربيتها مع بناته ليس حباً فيها ولكن خوفا من كلام اهل البلد عليهما لانها كما كان يقول حسن دى عرضنا برضو ولرفض زوجة حسن ان تأتى لتعيش معها فى بيتها وهى المسيطرة على مقاليد الامور فى البيت ولم يكن زوجها حسن يقدر ان يرفض لها طلبا

وعندما بدأ اخويها فى تقسيم الورث كاد الجنون ان يفتك بهما بعدما علمو بأن ابيهم كتب ثلث املاكه لبدرية
بدأو يخططون للعثورعلى حل لهذة المشكلة التى كادت ان تطير النوم من اعينهم
جلس حسين مع حسن ليلا عنده فى بيته يتشاورون ماذا هم فاعلون فيما حدث
فقال حسين بكرة البت تكبر ويجيلها راجل يتجوزها وياخد كل اراضينا ونصيبنا بالجاهز
احنا نقتلها ونتاويها ونقول انها هربت
قال حسن ايوة انت عاوز الناس تاكل وشنا ومانقدرش نرفع راسنا فى البلد تانى ولا اية
فقال حسين طيب نعمل ايه هنحل المشكلة اللى حطنا فيها ابوك دى ازاى
قال حسن موش عارف انا مخى هيطق من التفكير فى الموضوع دة منك لله يابا انت السبب فى اللى احنا فيه دلوقتى
تدخلت زوجه حسن فى الحوار وهى تضع صينية الشاى لهما
 وقالت حلها بسيط قوى نظروا لها نظرة استجداء بأن تقول لهما ما يجول فى خاطرها  وبنظرة رجاء كنظرة
غريق يأس من النجاة الى ان وجد قطعة من الخشب فجأة فى وسط البحر

فأكملت زوجة حسن بعد هذة النظرات بس انا هيكون نصيبى اية فى الموضوع دة يا حسرة
قال حسين اللى تطلبية يا ام ياسين بس قولى الله يحن عليكى
فقالت خلاص يتكتب ال 50 فدان بتوع بدرية بأسم ولادى ياسين وسلامة ويكون دة برة الورث بتاع ابوكم 
نظر حسين لحسن ثم قال موش ماشى يا ام ياسين انا موافق بس قولى الاول

وبدأت الحية فى فرز سمها داخل اذان الاخين

كانت بدرية مهمتها يوميا بعد تنظيف بيت اخيها حسين وعمل الاكل كانت بمعنى ادق خدامة فى بيت اخيها فلقد كانت تخدم زوجة اخيها وبناته كما
 كانت تقول لها زوجة اخيها حسين انتى هنا قاعدة فى البيت عاوزة اننا نخدمك ولا اية انتى اعملى باللقمة اللى بتاكليها
 كانت تذهب لتوصيل طعام الغداء الى اخيها حسين فى الغيط يوميا وفى هذا اليوم
قال لها اخيها حسين ماتمشيش يا بدرية استنى لما نخلص الشغل فى الارض وهنروح مع بعض
 فقالت بدرية  ببراءة الاطفال حاضر يا خوى ولقد كانت بدرية بالفعل لاتزال طفلة فهى لم تتجاوز الثانية عشر بعد
جلست بدرية فى انتظار انتهاء اخيها من عمله فى الارض ليذهبا الى البيت سويا مع اقتراب الشمس من المغيب جاء حسن من الطاحونة بعد انتهاء عملها  ليقابل اخيه حسين فى الغيط كما اتفقا قبلها بيوم
وعندما اختفت الشمس فى المغيب اخذ حسن وحسين اختهما بدرية ليذهبا الى البيت وفى الطريق المظلم
قالت بدرية ببراءة احنا لية هنمشى من الطريق دى يا خوى دى موش طريق البيت
 فقال لها حسن دى الطريق اللى بنروح منها ثم انتى مين اذنلك تتكلمى
 فسكتت بدرية خوفا من اخيها
وعند وصولهما الى الترعة قال حسين لبدرية وهو يشاور بيده شوفى كدة يا بدرية اية اللى فى الترعة دة
فنظرت بدرية على ما يشاور عليه اخيها وعندما اقتربت من الترعة احست باخيها حسن يدفعها من ظهرها فتقع بدرية فى الترعة وهى تصرخ وتستنجد بأخويها ولكن كان دمائهما تحولت الى مياة وقلبيهما تحولا الى حجرين
وهم يشاهدونها وهى تقاوم الغرق وتصرخ مستنجدة بهما الى ان صعدت الى المرة الاخيرة ونظرت لهما نظرة عتاب على ما فعلاه بها وهى صامتة قبل ان ترجع الى المياة مرة اخرى لتسكن حركة الماء ويسكن جسدها الى الابد

ذهبا الاخوين الى منزل حسن فستقبلتهما زوجة حسن وهى تسألهما هل تم المراد
 فقال حسين والله عفارم عليكى يا ام ياسين
فقالت يلا طيب روح على البيت واسأل عنها وكمل باقى اللى اتفقنا عليه
ذهب حسين الى بيته فقابل زوجته وعلى وجهها بعض القلق
فسألها مالك يا مرة فى اية مال وشك مصفر كدة
فقالت بدرية من ساعت ماراحت توديلك الغدا مارجعتش تانى
قال لها وهو يرسم على وجهه علامات الاستغراب والغضب بتقولى اية يا مرة يا خرفانة انتى البت جابتلى
الغدا زى كل يوم ومشت على طول
فقال يمكن تكون راحت عن حسن اخوى
فقالت ماخبراش
فقال حسن والله لكون قاطع خبرها الليلادى لو كانت راحت فى اى حتة من غير ما تقولى
ذهب حسين الى بيت اخيه حسن مرة اخرى وبعد ذالك جمعو بعض اهالى القرية بالشعل النارية ليبحثو عن
بدرية ليلا
اخذوا الليل بأكمله يبحثون عنها ولم يجدوها بالطبع واستمرو بالبحث هنا طوال يومين الى ان وجدوها
طافية على وجه الترعة بدأو الاخوين يبكون على اختهم الصغيرة بدموع التماسيح الاخت التى لم يكن ذنبها
إلا انها اختهم فقط
جاء الى الموقع ظابط المركز وطبيب الوحدة الصحية وبالكشف الظاهرى عليها لم يتبين اى شبها جنائية
وكتب فى المحضر ان تعثرت ووقعت فى الترعة اثناء عودتها الى البيت وان سبب الوفاة اسفكسيا الغرق
واغلق المحضر وقام الاخوين بأستلام جثتها لدفنها وهم يبكون اختهم ببكاء هستيرى ابكى الصغير قبل الكبير
ولقد كانو بالفعل بارعين فى تمثيل دورهما

بعد مرور سنة على هذة الاحداث

يجد حسين اختة بدرية تدخل عليه غرفة نومة وملابسها وشعرها غارقين بالمياة
  وتقول له لية كدة يا خوى هو انا عملتلك اية علشان تقتلنى  ليه حرام عليك حرام عليك


يقوم حسين من نومه وهو مذعور ويصرخ وهو يقول لأ لأ لأ لأ
تقوم زوجته من جانبة مفزوعة على صوتة وهى تقول له مالك يا سى حسين فينظر لها وعلى وجهه علامات الذعر وينهمر العرق الغزير على وجهه بعد ان علم ان هذا حلم
فيقول مافيش حاجة مافيش حاجة نامى يا مرة
يتكرر هذا الحلم مع حسين ولمدة ثلاثة ايام متواصلة فيذهب الى اخيه حسن ليجس معه فيرى حسن متوتر
فيقول له مالك ياخوى انت ليه وشك مصفر كدة
فيقول حسن مافيش حاجة يا ولد ابوى بس تعبان شوية من الشغل
فقال حسين انا ليا كام يوم كدة بيجلى حلم غريب
فينصت له حسن بأهتمام وهو يسأله حلم اية
فيقول حسين ليا كام يوم بتجيلى البت بدرية فى الحلم وتقولى عملتلك اية علشان تقتلنى حرام عليك
فيقول حسن له كام يوم الحلم دة بيجيلك
فيقول حسين ليا 3 ايام بس بتسأل لية
فيقول حسن بخوف شديد انا كمان ليا 3 ايام بحلم بنفس الحلم
فيرد حسين بنبرة خوف فى صوتة مستفسرا انت كمان اية
فيقول حسن بحلم بنفس الحلم اللى بتحلمو بحزفيرة
ينظر حسين لأخيه بنظرة خوف بدون اى كلمة وينزل عليهم صمت مطبق

ذهبا ياسين وسلامة الى الطاحونة مساءا ليقوما بتجربة الماكينة لأنة اليوم الاول للماكينة الجديدة التى التعمل بالكهرباء ليشغلاها ولم تكن الكهرباء قد دخلت هذة القرية بعد فأبتاعو ايضا مولد لتوليد الكهرباء لتشغيل الماكينة
لأن العمال التى فى المطحنة لا يعلمون كيفية تشغيلها لانها جديدة عليهم
قام ياسين بتشغيل المولد الكهربائى وحاول تشغيل الماكينة ولكنها لا تريد ان تعمل حاولا بكل الطرق ولكن لم تعمل الى ان فطن سلامة الى ان المولد الكهربائى غير موصلة بالماكينة وفى اثناء تشغيل سلامة الكهرباء يجد ياسين يد تخرج من الماكينة وتجذبه الى داخلها بيقع ياسين داخل ماكينة طحن الحبوب فيصرخ مع بدأ الماكينة فى طحن عظام جسمة وتتناثر الدماء من حوله يأتى سلامة مسرعا ويحاول جذب اخيه من الماكينة وهو يحاول جذبه يشعر بأحد خلفة فعندما يحاول ان ينظر خلفة يشعر بيد تدفعة مع اخيه ياسين داخل الماكينة فيصرخ وهى ينزلق داخل الماكينة وهو يرى طيف بدرية عمته وهى غارقة بالمياة

جلس حسن مهموما يبكى بعد موت ولديه الاثنين فى يوم واحد وبطريقة بشعة فلقد طحنتهم الماكينة تماما ولم يقدرو ان يفرقو بين ياسين وسلامة فى كومة اللحم والعظام المطحونة لقد كان بالفعل منظر بشع جدا يقشعر له ابدان اعتى الرجال
ولم يكن حسن يستطيع النوم ولا يقدر ان ينام لأن الحلم كان يراودة كما هو فى اى لحظة ينام فيها
وليس ليلا فقط فبدأ يخاصم النوم وهو يفكر فى ان اليوم الوحيد الذى لم يحلم بأخته بدرية كان يوم حادثة ولديه
ياسين وسلامة فتبدأ دموعة بالنزول مرة اخرى

يذهب حسين الى غرفة بناته الثلاثة ليلا ليوقظهم من النوم ويأمرهم بتغيير ملابسهم لأنهم سيخرجون الان
يستغربون البنات قول والدهم ولكنهم لم يجرأو على السؤال يقومون بتغيير ملابسهم ويخرجون من البيت
ويتقدمهم والدهم حسين تحس الام بصوت باب البيت يقفل فتقوم من النوم لتنظر من الذى اغلق الباب فلم تجد احد فتدخل غرفة البنات لتطمأن عليهم فلم تجدهم ينخلع قلب الام من مكانة فتجرى مذعورة وتدخل الغرفة        لتوقظ حسين زوجها من النوم
 وهي تقول الحقنى يا حسين الحقنى يا حسين
 بالفعل يقوم حسين مذعور على صوت زوجتة
 لتقول له ما حدث فيلبس جلبابة بسرعة
 وهو يقول لزوجتة هقطعهملك قبل ما اجيبهم وهرجع اقطعك انتى كمان علشان انتى مرة ماعرفتش تربى بنات يخرجو فى الوقت دة ازاى
 ويخرج مسرعا من البيت وهو يسب ويلعن فى بناته ولاكنه يسأل نفسه لماذا خرجو فى هذا الوقت المتأخر وهم لم يفعلو ذلك من قبل وهو يمشى فى القرية تذكر أنه هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذى لم يحلم فيه ببدرية اخته منذ بدأ احلامه بها تأخذه قدمية الى مشارف القرية

وصل البنات الى الترعة التى تقع على مشارف القرية فيقول لهم والدهم حسين وهويشاور بيدة الى الترعة
شوفو اية كدة دة اللى فى الترعة فيقتربون البنات من الترعة وهم ينظرون فى المياة عما شاور عليه ابيهم
فيحسون بأيدى تدفعهم الى الماء فيصرخون وهم يقعون فى مياة الترعة وهم لا يعرفون العوم فيبدأون فى الغرق والصراخ وهم يستنجدون بأبيهم الذى تحول الى عمتهم بدرية الفتاة صغيرة بملابس مبلولة وشعر مبلول يغطى وجهها

وعند اقتراب حسين من مشارف القرية يسمع اصوات صراخ مختلفة تأتى من ناحية الترعة فيجرى ناحية الصراخ وعندما يصل الى الترعة يكون الصراخ قد همد ولكنه يرى بعض التموجات فى المياة فيخلع جلبابه
ويتقرب بسرعة ناحية المياة للنزول بها وعندها تخرج من الماء رأس اخته بدرية منفوخ من اثر الغرق ووجهها ابيض مزرق وهالات سوداء على عينيها فتفتح عينيها وتنظر له فينتفض جسدة ويرتعد من الخوف ويقع مغشيا علية

فى اليوم الثانى يستخرجون جثث البنات الثلاثة من الترعة ويتم حبس حسين على ذمة القضية ولكن شهادة بعض الجيران الذين استيقظو على صوته وهو خارج ليبحث عن بناته تخرجه من القضية وتقيد القضية ضد مجهول

لم يتكلم حسين طول مدة حبسة والكل ينظر الية نظرة شفقة على صدمتة فى فقدانة بناتة الثلاثة فى ساعة واحدة ولاكن كان ذهابهم الى هذة المنطقة لغز محير لا يعرفة احد

واصبح هذا اللغز هو حوار اهل القرية 
فتجد امرأة تقول للأخرى يعنى تلاقى كان فيهم واحدة ماشية فى السكة البطالة استغفر الله العظيم وابوها قتلها
فترد الاخرى وتقول بس احنا عمرنا ما سمعنا عنهم حاجة بطالة بصراحة

ليرد رجل اخر فى قعدة اخرى وهم يشربون الجوزة بس يا جماعة لو واحدة فيهم ماشية فى السكة البطالة
ابوهم هيقتل التلاتة ليه وموش ممكن يكونو كلهم كانو ماشيين فى السكة البطالة احنا عمرنا ما سمعنا عنهم حاجة
 فيرد اخر يمكن كانو عايزين يهربو فيرد علية طيب يهربو من اية دول عايشين فى عز مافيش حد فى البلد عايش فى عز زيهم ثم يكمل الله اعلم فضونا كلام فى سيرة الناس دع الخلق للخالق

لم تتحمل زوجة حسين صدمة فقدانها بناتها الثلاثة مرة واحدة فماتت مقهورة عليهم
تملك حسين الحزن وتجسد له فى كل ركن فى البيت الذى اصبح فارغا من مظاهر الحياة إلا نفسه الداخل والخارج بداخل صدره هو فقط

قال حسن لزوجته انا هروح اطمن على اخويا حسين واشوفو لو كان عاوز حاجة نظرة له زوجته بنظرة لا مبالاه وكأن الامر لا يعنيها كثيرا لم يعلق حسن لأنها بعد موت ولديها قد فقدت جزء من عقلها حزناً عليهم وقد شحب وجهها وتحول الى شبيه بوجه الاموات لم يأبه كثيرا وخرج  حسن من البيت قاصدا بيت اخيه حسين ولقد كان فى نفسة شئ قرر البوح به لأخيه لتنفيذه

سمعت زوجه حسن صوت حسن يناديها من الطابق العلوى فظنت انه تهيؤات لأن حسن خرج امامها من باب المنزل من دقائق قليلة فنفضت الفكرة من رأسها
وبعد قليل سمعت صوته مرة اخرى يأتيها من الطابق العلوى فقامت لتذهب الى الطابق العلوى وهى مستغربة
من ان يكون حسن قد رجع مرة اخرى ولم تراه اخذت فى يدها لمبة جاز وصعدت السلم وعندما وصلت لنهايتة لم تجد احد وعندها تأكدت انها تهيؤات فستدارت لتنزل السلم مرة اخرى فسمعت صوت حسن من خلفها ينادى عليها فستدارت مرة اخرى لتجد فى جهها وجه بدرية منفوخ من اثر الغرق ووجهها ابيض مزرق وهالات سوداء على عينيها فترجع الى الخلف من الخوف فتتعثر وتقع من على السلم وتقع عليها لمبة الجاز وتشتعل فيها النيران وهى تتدحرج على السلم وعندما تصل الى الطابق السفلى تكون قد تحولت الى قطعة مشتعلة من النار فتقوم لتجرى فى البيت وهى مشتعلة لتمسك النار فى البيت كله وتقع على الارض وهى تصارع الموت حرقا لتجد بدرية واقفة تنظر اليها

 حسن يجلس مع اخيه حسين فى منزله ليقول له
انت هتقعد كتير كدة ماتتكلمش انت عارف مين بيعمل فينا كدة يمكن ماتصدقنيش لو قولتلك مين ؟
عارف مين يا حسين بدرية فينظر له حسين بذعر
فيقول حسن ايوة بدرية
 ثم ينطق حسين لأول مرة من يوم حادثة بناته
 ليقول انا شوفتها ...... فينظر له حسن ويقول انا كل يوم بشوفها فى الاحلام لحد انى مابقيتش بنام 
 فيقول حسين بدرية طلعتلى من الترعة يوم ما غرقت البنات فيها
فيقول حسن دى روحها بقيت ملعونة  ومافيش غير حل واحد ....... واحد بس
ينظر له حسين نظرة تساؤل
فيكمل حسن لازم نحرق جثتها او اللى باقى منها
فيرتعد جسد حسين وهو ينظر لأخيه حسن بخوف
 ليقول له حسن هو دة الحل الوحيد والليلة

يذهبا حسن وحسين الى المقابر وكانت هذة الليلة ليلة بدر مقمرة ويبدأو فى حفر قبر اختهم بدرية ثم ينزلون الى الاسفل ومعهم شعلة من النار وعندما يصلون الى الاسفل يجدو الكفن فارغ ولا يوجد به شئ
فينظرون الى بعضهم برعب ثم يحسون بهواء بارد يلفحهم ويطفأ الشعلة التى معهم ويرون على ظل القمر ظل
شخص خلفهم فيلتفتون خلفهم ليجدو اختهم بدرية فيشهقون من الرعب والخوف

                      تغلق بدرية القبر عليهم وهم مستسلمون للموت فى رعب ربما يرحمهم من هذا العذاب



                                                                                         بقلم \ أشرف












  



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق